بعد سماحها ببيع الرموز غير القابلة للاستبدال على منصتها، أعلنت عملاقة التجارة الإلكترونية “إي باي” (eBay) أن ستقبل قريباً الدفع بالعملات الرقمية، والسبب الأساسي لذلك رغبتها بجذب العملاء الأصغر سناً. ويأتي هذا القرار المنتظر بعد سنوات من دراسة “إي باي”
وكانت أوبر قد قالت في وقت سابق أنها ستقبل الدفع بالعملات الرقمية في النهاية، ويأتي ذلك ضمن أخبار متتالية عن عدد من الشركات الكبرى التي تبدي اهتماماً بإدماج العملات الرقمية في أ‘مالها مثل مايكروسوفت و”إيه تي أند تي” (AT&T) وويكيبيديا.
وتجتذب العملات الرقمية مثل بيتكوين خصوصاً اهتمام شركات تجارة التجزئة مؤخراً، ولكن مع تحرّك سعر بيتكوين في الفترة الأخيرة بين 70 ألف و35 ألف دولار، فإن التقلب الشديد لهذه العملات ما زالت جانباً يصعب تجاهله من قبل هذه الشركات، والتي ستساهم بالتأكيد في تعزيز هذه العملات إن واصلت تشريعها والسماح باستخدامها. ولكن هناك جوانب أخرى سوى التقلب تساهم في تأخير تبني الشركات للعملات الرقمية بالكامل.
مخاوف بيئية
إلى جانب مخاوف الشركات من تقلب أسعار العملات الرقمية، تقول شركات أخرى، مثل أوبر، أن الوقت غير مناسب بعد لقبول العملات الرقمية بسبب الأثر البيئي لعمليات التعدين. كما تراجع إيلون ماسك في وقت سابق عما كانت قد أعلنه من نية تيسلا قبول البيتكوين بسبب مخاوف تتعلق بالتغير المناخي، وذلك في تصريح يُعتقد أنه تسبب بموجة من انخفاض أسعار العملات الرقمية حينها.
وما يزيد من إشكالية الاستهلاك المفرط للطاقة من قبل المعدّنين هو اعتمادهم على مصادر الطاقة منخفضة الأسعار، والتي تأتي غالباً من مصادر غير متجددة مثل الفحم الحجري. ولتفادي هذه المشكلة ودفع قطاعات أخرى نحو اعتماد أساليب عمل أكثر مراعاة للبيئة، اجتمع العام الماضي مايكل سايلور، الرئيس التنفيذي لشركة “مايكرو استراتيجي” (أكبر الشركات ملكية للبيتكوين قبل تيسلا صاحبة المركز الثاني)، مع إيلون ماسك ومجموعة من أكبر شركات تعدين البيتكوين في أمريكا الشمالية لتشكيل مجلس جديد لتعدين البيتكوين، يركّز جهوده على دعم تعدين العملات الرقمية المستدام.
يعمل كثيرون حالياً على حل مشكلة استهلاك الطاقة من قبل العملات الرقمية، إلى جانب التحدّي المتعلق بتقلبات الأسعار التي تحول دون تطوّر العملات الرقمية كخيار مستقر للدفع يمكن استخدام بمسؤولية. ومن الطرق الممكنة لتحقيق ذلك هو وضع الحكومات حول العالم قواعد جديدة تحكم أسواق العملات الرقمية. وفي حال تم إيجاد حلول لمسألتي التقلب والاستدامة، ستكون المزيد من الشركات جاهزة لتبني العملات الرقمية ودمجها في نماذج أعمالها.
اقرؤوا أيضاً: أغرب قصة عن العملات الرقمية حتى الآن؟