كاردانو واحدة من العديد من شبكات البلوك تشين القائمة على العقود الذكية، وتتسم بالكثير من التشابهات مع نظرائها، مثل استخدام إثبات الحصة والقدرة على تشغيل العقود الذكية والتطبيقات المركزية، إلى جانب السرعة المرتفعة والتكاليف المنخفضة وما إلى ذلك.
ولكن هناك بعض الجوانب التي تميزها عن سواها وتجعلها تسترعي انتباه رواد تكنولوجيا البلوك تشين.
تأسست كاردانو عام 2017 من قبل تشارلز هوسكينسون، المؤسس المشارك لإيثريوم، وجيري وود. ومن أول أيامها، شددت كاردانو على أهمية التطوير القائم على الأبحاث، وحافظت على التزامها بالأبحاث الأكاديمية المحكّمة، ما يعني أن أي نصوص برمجية تقوم بإطلاقها تتم مصادقتها رياضياً من قبل أكاديميين آخرين.
ولكن بعيداً عن التزامها الأكاديمي، بعض أساسيات عمل كاردانو لناحية بنية البلوك تشين والقيادة والحوكمة تجعل تميزها واضحاً عن غيرها من المشاريع التي تشبهها في الظاهر.
طبقات البلوك تشين
تم بناء بلوك تشين كاردانو بطريقة تمنع بعض وظائفها من التأثير على سرعة الوظائف الأخرى، فهي مقسمة بشكل أساسي إلى طبقتين:
طبقة تسوية كاردانو (CSL): وهي الطبقة المسؤولة عن تحويل عملات كاردانو (ADA) بين الحسابات وتسجيل المعاملات.
طبقة حوسبة كاردانو (CCL): وتحتوي هذه الطبقة على العقود الذكية المستخدمة من قبل المطورين لتحريك العملات بشكل أتوماتيكي.
ومن يرغبون بالمشاركة وتشغيل عقدة على شبكة كاردانو، فهناك ثلاثة أنواع من العُقَد – أو المستخدمين – التي يمكنهم الاختيار بينها: عقد “إم كور” (mCore) التي تقوم بتحصيص عملات كاردانو وتشارك في حوكمة البلوك تشين، وعقد “التناوب” (Relay)، وهي المسؤولة عن نقل البيانات بين عقد “إم كور” والإنترنت عموماً، وعقد “الحافة” (Edge)، وهي التي تنشئ معاملات العملات الرقمية.
أوروبوروس
تستخدم كاردانو صنفاً فريداً من آلية إجماع إثبات الحصة (PoS)، باسم “أوروبوروس”، ذات اسم رمز قديم للوحدة على شكل تنين أو ثعبان يأكد ذيله. هذه الآلية تقسم الزمن إلى “حقبات” (epochs) و”فواصل” (slots)، وتتألف كل حقبة من عدة فواصل مدة كل منها 20 ثانية.
ضمن كل فاصل زمني يتم اختيار مستخدم “إم كور” كقائد بشكل عشوائي، ويتولى اتخاذ القرار بخصوص أي الكتل تتم إضافتها إلى البلوك تشين، سواءً كتل التكوين (genisis) التي توضح قادة كل الفواصل الموجودة في الحقبة الحالية، والكتل الأساسية (main) التي تتضمن معلومات المعاملات والمقترحات والتصويت. وعند انتهاء الحقبة، يقوم قادة الفاصل الأخير بانتخاب قادة الفواصل الخاصة بالحقبة التالية.
عند النظر للشكل العام لكيفية عمل آلية “أوروبوروس”، يمكن اعتبارها إثبات حصة بالتفويص (DPoS).
توزيع القيادة
بعكس معظم مشاريع الكريبتو، لا يتم الإشراف على كاردانو من قبل مؤسسة واحدة، بل ثلاث. وتتولى كل منها أدواراً مختلفة. أول هذه المؤسسات الثلاث هي “مؤسسة كاردانو” (Cardano Foundation)، وهي منظمة غير ربحية تتخذ من سويسرا مقراً لها، وتتولى مسؤولية الإشراف على تطوير وترقية البلوك تشين.
والثانية هي “إنبوت أوتبوت هونغ كونغ” (IOHK)، والتي تم تأسيسها من قبل ذات مؤسسَي كاردانو، وهي شركة الأبحاث والبرمجيات التي هندست آلية “أوروبوروس” وتعمل على تطوير شبكات بلوك تشين أخرى غير كاردانو.
والأخيرة “إمورغو” (Emurgo)، وهي الشركة المسؤولة عن تشجيع الشركات والأفراد على استخدام تكنولوجيا كاردانو. وتتمتع كل من هذه الكيانات الثلاثة باستقلالها وتعمل بشكل منفصل عن بعضها البعض.